هذا الكتاب يحوي آخر ما وصل إليه الشافعي من آراء فقهية، ويعبر عن ذلك بأنه مذهب الشافعي الجديد، وهذا الكتاب لم يدونه الشافعي بنفسه، بل كان يمليه على تلاميذه في مصر بعد أن استراح من السفر والترحال، فالكتاب يمثل خلاصة أفكاره التي نضجت واستقرت، وقد قام بحمعه تلميذه البويطي، ورتبه وبوَّبه الربيع بن سليمان المرادي تلميذ الشافعي أيضًا..
هذا كتاب جمع فيه مصنفه المسائل الفقهية المتفق عليها بين أكثر علماء المسلمين، ولم يتعرض فيه لتعريف الإجماع، وإن كان البين من مسائله أنه لا يقدح في الإجماع لديه انفراد واحد أو اثنين، وقد بلغ عدد المسائل الواردة في الكتاب 765 مسألة، معظمها له أصل من كتاب أو سنة، وبعضها غير قاطع الدلالة على المعنى، ويعد هذا الكتاب من أوثق الكتب في فنه، فهو محل تقدير وثناء جُلِّ العلماء، وقد انتقد بعض العلماء كثيرًا من الإجماعات الواردة فيه.
يصنف الكتاب عادة ضمن كتب أصول الفقه، وهو جملة من القواعد الأصولية الجامعة في فهم النص القرآني، يذكر بعدها المؤلف حشد من الأدلة القرآنية في التمثيل يقرب المعنى جدا للأذهان، غير أنه يعاب على الكتاب التوسع الكبير في المعاني المجازية على وجه يجعل النص القرآني سيالا لا يكاد يضبط معنى، لاسيما آيات الصفات التي جرى المؤلف فيهاعلى وفق المذهب الأشعري في تأويل النصوص وحملها على خلاف مذهب القرون المفضلة ، فليتنبه لذلك مطالع الكتاب.
هذا كتاب من أهم كتب الفقه الحنبلي، حيث يذكر فيه مصنفه جميع الروايات الواردة في كل مسألة فقهية عن الإمام أحمد بن حنبل، ويذكر المعتمد في المذهب عن الإمام بالقياس على قواعده وأصوله ونصوصه، وكثيرًا ما يضع تنبيهات في فائدة الخلاف.